مطار القليعات: نافذة أمل وتجدّد للبنان
الأخبار عن التلزيم المرتقب لمطار القليعات (المعروف أيضاً باسم مطار رينيه معوض) تصدّرت المشهد الإعلامي في الأسابيع الأخيرة، مثيرة فضول الرأي العام وفاتحة باب الترقب. زخم الأخبار زاد مع الحديث عن تمويل محتمل من دول عربية، الأمر الذي منح المشروع بعداً رمزياً يتجاوز قيمته الاقتصادية، ليصبح رسالة أمل في بلد أنهكته الأزمات.
مشروع ضخم ورسائل سياسية
وبعيداً عن انهيار البنى التحتية، يحاول السياسيون توظيف خبر إعادة تشغيل مطار مهمل منذ عقود كوسيلة لإعادة التفاؤل لدى اللبنانيين. فالإعلان عن هذا المشروع يوحي بأنّ عجلة التنمية لم تتوقف كلياً، وأنّ هناك بارقة أمل في أفق يسوده الجمود الاقتصادي والشلل السياسي.
والجدير بالذكر أنّ الإشارات إلى التمويل الخارجي أو المناقصات ليست مجرد تفاصيل تقنية، بل رسائل مدروسة للبنانيين وللخارج معاً. فالمطار يمثل عقوداً ضخمة تثير تنافس الشركات وتغذي حسابات السياسيين، فيما يترقبه المواطنون كفرصة لآلاف الوظائف الجديدة المحتملة.
دراسة الجدوى
دار الهندسة تولّت إعداد دراسة الجدوى والخطة الرئيسية للمطار، وسلمتها منذ أكثر من شهر إلى رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الأشغال فايز رسامني. ومع أنّ كلفة المشروع تُقدَّر بنحو 200 مليون دولار، تكمن العقدة في اختيار صيغة الشراكة: فهل ستكون بشكل BOT (بناء وتشغيل ثم نقل الملكية) أم DBOT (تصميم وبناء وتشغيل ثم نقل الملكية)؟
أهمية استراتيجية واقتصادية
ولا تقتصر أهمية مطار رينيه معوض على جانبه الفني، بل تمتد لتعيد رسم خريطة النقل الجوي في لبنان. فتشغيله سيخفف الضغط عن مطار بيروت الدولي، ويضخ طاقة جديدة في اقتصاد الشمال، ويؤمن نحو 5 آلاف وظيفة مباشرة. كما أن موقعه الاستراتيجي يزيد الوضع حساسية: يطرح وجوده على بُعد 7 كيلومترات فقط من الحدود السورية و26 كيلومتراً من طرابلس، و105 كيلومترات من بيروت، أسئلة أمنية بامتياز، ويرتبط مباشرة بمراقبة حركة العبور الإقليمي.
أما الفوائد اليومية فلا تخفى على أحد: بالنسبة لسكان الهرمل الذين يقطعون اليوم 180 كيلومتراً للوصول إلى مطار بيروت، لن يتطلب الأمر أكثر من 20 كيلومتراً فقط للوصول إلى مطار القليعات.
بهذا المعنى، لم يعد المشروع مجرد ورشة إنشائية، بل تحول إلى رمز للبنان الذي يحاول النهوض على قدميه على الرغم من كل الانقسام والركود.
ومن هنا يأتي الضجيج الإعلامي المرافق له، حيث تختلط الحسابات السياسية بالتفاصيل التقنية، ليقدَّم المطار كحكاية أمل في بلد متعطش للإنقاذ.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|